الثلاثاء، 16 فبراير 2016

من أبواب اللغة : النحت





معنى كلمة شنو ؟

هذا السؤال يندرج تحت باب من أبواب اللغة ، يطلق عليه اسم ( النحت )

حيث إن علماء اللغة وجدوا أن من عادة العرب في كلامهم دمج كلمتين أو أكثر مع بعضها ، فتتكون كلمة مختصرة جديدة ، فأطلقوا على هذا العمل نحتا ، كعمل النحات الذي يزيل بعضا من المواد التي ينحتها ثم يأتي بشكل جديد ..

وذلك مثل قولهم : (عَبْشَمي ) و (عَبْدَري ) نسبة إلى (عبد شمس) و (عبد الدار) ،
وكقولهم : سمعت فلانا ( يهلل ) أي يقول : (لا إله إلا الله) ،
وسمعته (يحولق) يعني أنه يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) ،
ورأيت فلانا يكثر من ( الدَّمْعَزة ) أي أنه يكثر من قول : (أدام الله عزك) .. وهكذا .
وسار العرب فيما بعد على هذه العادة ، طلبا للاختصار ، ومعظم الكلمات المنطوقة اليوم عبارة عن ألفاظ اختصرها الناس مع مرور الزمن ، وهي كلمات كان يتكلم بها أجدادنا العرب قديما ..
فمثلا يقول الناس اليوم : (عقبالك) ، وهي عبارة تقال للشخص إذا أردت أن تتمنى له الخير الذي وقع لك أو لغيرك ، وهي موجودة في كلام العرب قديما ولكنهم ينطقونها هكذا : (العُقْبَى لك) : أي العاقبة لك ..
فالذي حدث أن الناس اليوم اختصروا عبارة (العقبى لك) إلى (عقبالك)

وفي الشام مثلا يقولون : تصطفل ، بمعنى افعل ما تشاء ، وأصلها : (أنت تصطفي لك) أي أنت تختار لك ما تريد ، لأن الاصطفاء معناه الاختيار ، فاختصروها ودمجوها حتى كأنها كلمة واحدة فقالوا : (تصطفل) وللمؤنث (تصطفلي)
وفي مصر مثلا يقولون : (مِنين) ، وأصلها (من أين) ، اختصروها ودمجوها أيضا حتى كأنها كلمة واحدة ..
وفي العراق مثلا يقولون : (ماكو) بمعنى لا يوجد ، وأصلها (ما يكون)
وهكذا في كثير من كلماتنا التي نتكلم بها اليوم ..
والآن إذا جئنا إلى كلمة (شنو) نجدها تدخل أيضا تحت باب النحت ، والناس ينطقونها على ثلاثة أشكال ..
الأول : (شنهو) - الثاني : (شنو) - الثالث : (شو)
وأصلها كلها تعود إلى جملة واحدة وهي (أيُّ شَيءٍ هو ؟)
فقاموا بحذف أداة الاستفهام التي هي (أي) ، وبقي (شيءٍ هو) ثم دمجوها مع بعضها فصار (شنهو) ، وزادها آخرون اختصارًا فقالوا : (شنو) ، ثم اختصرها بعضهم أيضًا إلى (شو) .. فهذا هو أصل الكلمة ..
والفرق بيننا وبين أجدادنا العرب أنهم كانوا يختصرون الكلمات لكنهم يعرفون أصول تلك الكلمات التي اختصرت ، ونحن اختصرنا ونحتنا ودمجنا كما فعل أجدادنا ، ولكننا نسينا الكلمات الأصلية التي قمنا بالاختصار منها ، ولهذا يصبح من الشاق والصعب جدا تتبع أصول الكلمات التي يتكلم بها الناس اليوم ، ولا يكاد يعرف أكثرها إلا المتفرغون والمتخصصون في اللغة.
أ.مصطفى طه باشا.

و من رايي أننا اتجهنا لكلمات لا أصل لها بالمرة

فمنها ( روش ) و ( مزّة ) و ( افتكس ) و الكثير من العبارات التي تستخدم في مصر و الوطن لعربي و لا أصل لها و إنما أخذت بالقياس على استخداماتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق