هذا السؤال يندرج
تحت باب من أبواب اللغة ، يطلق عليه اسم ( النحت )
حيث إن علماء اللغة
وجدوا أن من عادة العرب في كلامهم دمج كلمتين أو أكثر مع بعضها ، فتتكون كلمة مختصرة
جديدة ، فأطلقوا على هذا العمل نحتا ، كعمل النحات الذي يزيل بعضا من المواد التي ينحتها
ثم يأتي بشكل جديد ..
وذلك مثل قولهم
: (عَبْشَمي ) و (عَبْدَري ) نسبة إلى (عبد شمس) و (عبد الدار) ،
وكقولهم : سمعت فلانا
( يهلل ) أي يقول : (لا إله إلا الله) ،
وسمعته (يحولق) يعني
أنه يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) ،
ورأيت فلانا يكثر
من ( الدَّمْعَزة ) أي أنه يكثر من قول : (أدام الله عزك) .. وهكذا .
وسار العرب فيما
بعد على هذه العادة ، طلبا للاختصار ، ومعظم الكلمات المنطوقة اليوم عبارة عن ألفاظ
اختصرها الناس مع مرور الزمن ، وهي كلمات كان يتكلم بها أجدادنا العرب قديما ..
فمثلا يقول الناس
اليوم : (عقبالك) ، وهي عبارة تقال للشخص إذا
أردت أن تتمنى له الخير الذي وقع لك أو لغيرك ، وهي موجودة في كلام العرب قديما ولكنهم
ينطقونها هكذا : (العُقْبَى لك) : أي العاقبة
لك
..
فالذي حدث أن الناس
اليوم اختصروا عبارة (العقبى لك) إلى (عقبالك)
وفي الشام مثلا يقولون
: تصطفل ، بمعنى افعل ما تشاء ، وأصلها :
(أنت تصطفي لك) أي أنت تختار لك ما تريد ،
لأن الاصطفاء معناه الاختيار ، فاختصروها ودمجوها حتى كأنها كلمة واحدة فقالوا : (تصطفل)
وللمؤنث (تصطفلي)
وفي مصر مثلا يقولون
: (مِنين) ، وأصلها (من أين) ، اختصروها ودمجوها أيضا حتى كأنها كلمة واحدة ..
وفي العراق مثلا
يقولون : (ماكو) بمعنى لا يوجد ، وأصلها (ما يكون)
وهكذا في كثير من
كلماتنا التي نتكلم بها اليوم ..
والآن إذا جئنا إلى
كلمة (شنو) نجدها تدخل أيضا تحت باب النحت
، والناس ينطقونها على ثلاثة أشكال ..
الأول : (شنهو) - الثاني
: (شنو) - الثالث
: (شو)
وأصلها كلها تعود
إلى جملة واحدة وهي (أيُّ شَيءٍ هو ؟)
فقاموا بحذف أداة
الاستفهام التي هي (أي) ، وبقي (شيءٍ هو) ثم دمجوها مع بعضها فصار (شنهو) ، وزادها
آخرون اختصارًا فقالوا : (شنو) ، ثم اختصرها بعضهم أيضًا إلى (شو) .. فهذا هو أصل الكلمة ..
والفرق بيننا وبين
أجدادنا العرب أنهم كانوا يختصرون الكلمات لكنهم يعرفون أصول تلك الكلمات التي اختصرت
، ونحن اختصرنا ونحتنا ودمجنا كما فعل أجدادنا ، ولكننا نسينا الكلمات الأصلية التي
قمنا بالاختصار منها ، ولهذا يصبح من الشاق والصعب جدا تتبع أصول الكلمات التي يتكلم
بها الناس اليوم ، ولا يكاد يعرف أكثرها إلا المتفرغون والمتخصصون في اللغة.
أ.مصطفى طه باشا.
و من رايي أننا
اتجهنا لكلمات لا أصل لها بالمرة
فمنها ( روش ) و ( مزّة
) و ( افتكس ) و الكثير من العبارات التي
تستخدم في مصر و الوطن لعربي و لا أصل لها و إنما أخذت بالقياس على استخداماتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق